Press "Enter" to skip to content

الذكاءالاصطناعي ومفهوم المخابرات الذكية

في الشرق الأوسط، وخاصة في الدول العربية يرتبط دائما مسطلح المخابرات بالأمن. هذا الربط أفقد المخأبرات قيمتها ودورها الحقيقي وهو جمع وتحليل المعلومات و دعم صانع القرار باتخاذ القرارات الإستراتيجية. وفي نفس الوقت مساعدة مؤسسات الدولة و منها المؤسسات الأمنية بأدارة شؤن الدولة. بالتوازي في الدول المتطورة , يطلق على أجهزة المخأبرات بالأجهزة الذكية, لأن طريقة عملها تتشابة بما يقوم بها عقل الإنسان من جمع وتحليل وتخزين المعلومات. يمثل المدينين أكثر من ثمانين بالمائة من منتسيبين هذة الأجهزة والذين يمتلكون مهارات خارقة في مجلات مختلفة.بنفس الوقت يتم ربطها بامراكز أبحاث تقوم بتحليل المعلومات وتقديم دراسات في المجلات الإستراتيجية. هناك أمثلة كثيرة لهذة المراكز مثل RAND التابع لجهاز الأستخبارات الأمريكية Cia , والفرنسي IRSEM التابع لجهاز المخابرات الخارجية الفرنس DGSE. او في الشرق الاوسط INSS التابع للموساد وغيرها الكثير. من خلال تتبع الدرسات التي تقوم بها هذا المراكز تستطيع تتبع التوجهات هذا الدول ونظرتها العامة لمختلف القضايا الحيوية و الحساسة. على سبيل المثال في اليمن أنشا الأمن السياسي في فترة من الفترات ومن ثم الأمن القومي يعكس مدي تخبط صانع القرار في تلك الحقبة الزمنية ووضع المصلحة الشخصية فوق المصلحة الوطنية. هذة الأجهزة أمنية بإمتياز, قوية في مجال التنسط السلكي واللأسلكي , وتستطيع تتبع المعارضين السياسين والصحفين بمهارة.لكنها لا ترتقي لمستوي الأجهزة الذكية. وهذا أنعكس علي قدرتها علي تسبق قيام ثورات الربيع العربي و التعامل مع البروبجند الرقمية. وتاريخها يعكس فشلها في عدت ملفات حوية واستراتيجية. من الملفات الفاشلة التي أدرتها, ملف ميناء عدن , والتي تم تسهيل السيطرة عليه من قبل المينا المنافس وهي شركة مواني دبي , التي حولت المينا الي سوق خردة. والملفات لا تعد ولا تحصى.

لايوجد شكل , إسم أو هيكل تنظيمي ثابت لأجهزة المخابرات في أي دولة في العالم . كل دولة يوجد بها جهاز أو أجهزة مخابرات تختلف بطريقة عملها, الهيكل والأهداف التي تم إنشائها من أجلة. لكن بشكل عام،الهيكلة تشمل جهاز استخبارات مالي يتبع ل وزارة المالية أداري, ولكن مستقل علي مستوي القرارات وعملة تتبع منابع الفساد والتهرب الضريبي. جهأز استخبارات داخلي مرتبط بوزاراة الدخلية , مستقل علي مستوي القرار, عمله إعطا المعلومات لأجهزة الأمن والقضاء لإتخاذ التدابير الأمنية والقضائية. وتعقب الجواسيس ودعم الأجهزة الأمنية بالمعلومات من أجل تسبق الضربات الإرهابية. أيضا جهاز مخابرات خارجي يتبع وزارة الدفاع إداري مستقل علي مستوي أخذ القرار. هذا الجهاز عملة يبدا عندما يتنهي دور الدبلوماسية ونشاطتة خارجية. جهاز إستخبارات إقتصادي تابع لوزاره الاقتصاد ومستقل وعملة دعم الشركات و دراسات الاستثمارات الأجنبية في داخل الدولة. هذا الأجهزة يتم ربط بمجلس أعلي للمخابرات مرتبط برئاسة الجمهورية ورئاسة الوزارء.في نفس الوقت , قد تتشابة أدوات جمع المعلومات لهذا الأجهزة لكنها تختلف بأسلوب تحليل المعلومات. لذلك تتميز بعض الأجهزة بالسمعة الجيدة لإمتلالكها الكودر المتميزة لتحليل المعلومات وتسبق الحدث.

اليوم عصر big data يتطلب نظرة جديدة لمفهوم المخابرات. المعلومات البيضاء(المعلومات التي يسهل الحصول عليها ولا تشكل خرق قانوني مثل المعلومات الموجودة في الصحف و الكتب والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي الخ), والمعلومات الرمادية( معلومات يصعب الحصول عليها ولكن لاتمثل خرق قانوني مثل بحث دكتورها موجود في مكتبة جامعة) تشكل 99 بالمائة من عمل المخابرات. بينما المعلومات السوداء( معلومات صعب الحصول عليها وبنفس الوقت تمثل خرق قانوني و تسمى أيضا الجاسوسية) تمثل واحد بالمائة. هذا الكم من المعلومات المفتوحة يعكس أهمية big data والتي تشكل الكم الكبر من المعلومات المستخدمة في مجال المخابرات.

فضلاً عن ذلك دخول الذكاء الاصطناعي و الحاسوبات الفائقةالسرعة والتي بإستطاعتها فك أي شفرة في العالم ,تعكس دخول العالم عصر مابعد شفرة.لذلك يستعد العالم لوضع خطط بديلة لحماية المعلومات.وبالتوازي مع ذلك، غيّر الذكاء الاصطناعي أشكال وأساليب عمل أجهزة الاستخبارات. فإذا أخذنا مثلاً عمل أجهزة الاستخبارات التقليدية وجهاز استخبارات ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي وطبقناه على الحرب الحالية بين حزب الله وإسرائيل، فسنجد الفارق في الوصول إلى المعلومات وتحليلها وتكاليفها. على سبيل المثال,إذا أرادت وكالة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية جمع المعلومات بالطريقة التقليدية وتحليلها وضخها إلى القيادة العامة عن حزب الله، فإنها تستخدم أولاً أربع طرق تقليدية لجمع المعلومات:

▪ استخدام استخبارات الصور (IMINT) لتحديد مواقع أعضاء حزب الله ومواقعهم.
▪ استخدام استخبارات المصادر المفتوحة (OSINT) لتتبع المناقشات على الشبكات الاجتماعية وصور أعضاء حزب الله، إلخ.
▪ استخدام استخبارات الإشارات (SIGINT) للتسلل إلى شبكات الاتصالات والمحادثات الهاتفية لأعضاء حزب الله.
▪ استخدام الاستخبارات البشرية (HUMINT) لإعطاء المعلومات قيمة أكبر.

كل وحدة استخباراتية ترسل المعلومات المجمعة إلى الضباط المسؤولين عن تحليل المعلومات، الذين يقومون بتحليل المعلومات ثم يرسلون تقرير عن تقييم الوضع إلى صناع القرار لضرب أهداف حزب الله. هذه العملية التقليدية في العمل الاستخباراتي تستغرق الكثير من الوقت والاستثمار المالي ولديها معدل خطأ مرتفع، مما يؤدي إلى فقدان القيمة المعلوماتية لضرب الهدف الذي يتغير باستمرار.اليوم، بفضل الذكاء الاصطناعي، يتم دمج كافة المعلومات في منصة واحدة تعمل بشكل مشابه لـ ChatGPT، ولكن بشكل أكثر تقدمًا وتعقيدًا. تقوم الخوارزميات المتقدمة للغاية في هذه المنصات بتحليل كمية هائلة من البيانات الضخمة (مثل ملايين الصور والأصوات والنصوص) وتحديد التهديدات والتنبؤ بها بشكل أسرع وبتكاليف أقل وبدقة عالية.

لم يتم تدريب القادة والأعضاء المسنين في حزب الله على ثقافة البيانات والذكاء الاصطناعي، والتي تطورت بسرعة في السنوات الخمس الماضية. على سبيل المثال، يعتقد بعض أعضاء حزب الله أنه إذا استخدموا رقم هاتف مجهول، فلن تتمكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من تحديد مكانهم. لكنهم لا يعرفون أن الإسرائيليين يمتلكون بصمت عيون وصوت ووجه كل قائد وعضو في حزب الله، مما يسمح بتحديد موقعهم من خلال خوارزميات معقدة للغاية تحلل ملايين المكالمات والرسائل على شبكات الاتصالات اللبنانية المخترقة في ثوانٍ. في الوقت نفسه، تقوم الأقمار الصناعية بمسح ومراقبة الضاحية الجنوبية لبيروت على مدار 24 ساعة في اليوم، ولديها القدرة على اكتشاف المواقع العسكرية أو التحصينات تحت الأرض. بالإضافة إلى ذلك، تم دمج هذه الأقمار الصناعية مع خوارزميات قادرة على تحليل ملايين الصور البشرية والعسكرية ومن ثم تحديد الأهداف في غضون ثوانٍ. من ناحية أخرى، يتم استخدام السحر الأسود لتحديد مواقع الشخصيات البارزة، التي تتمركز في أماكن ذات طبيعة سرية للغاية، من قبل ساحرة يمتلكون قدرات خرقة في الجلا البصرى الذي يسمح ب تحديداحداثيات عسكرية.

هيكلة أجهزة المخابرات في المستقبل يجب ان تأخذ بعين الإعتبار هذة المتغيرات العصرية و بنفس الوقت دراسة أخطا الماضي.

د. نياز قاسم

مركز باب المندب للدراسات الاستراتيجية الحديثة

Be First to Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *