Press "Enter" to skip to content

نهج المملكة العربية السعودية تجاه الأمن الوطني في شبه الجزيرة العربية

عندما ننظر الي خريطة الشرق الأوسط سنجد أن هناك أربعة أقطاب إسلامية (تركيا ،ايران، مصر، ودول الخليج) تتصارع على تزعم قيادة الشرق الأوسط والضهور كلاعب محوري في ميزان الدول العظمى. كل قطب يتملك مزايا قد تجعل منه دولة عظمى، وعيبوبًا قد تغيبة عن الساحةالدولية. هذه المزايا والعيوب تتمحور في التاريخ، والتركيبة السكانية،والإقتصاد، والجيش، والمساحة الجغرافية، التعليم، والديمقراطية… الخ. فإذا قارنا الملكة السعودية بالثلاث الدول الاخرى، سنجد أن الدول الثلاث (مصر ، تركيا، إيران) دول قامت بها حضارات عريقة، تمتلك عدد سكان يضاهي ضعفين أو ثلاثة أضعاف سكان الخليج بأكمله. ولها أيضًا مساحات شاسعه من الاراضي. هذه الدول الثلاث تمتلك جيوشًا قوية، وتكنلوجيا تصنيع في مجالات مختلفة، ومؤسسات دول قوية. هناك عامل قوي تمتلكه ايضا هذه الدول، وهو ا الهوية القومية (فارسية، تركية، وعربية) واستراتيجية النفوذ في الشرق الأوسط تعد خدمة قومية. وذلك على خلاف دول الخليج التي لا تمتلك تعريفًا لهوية الوطنية، ولم تقم بها حضارات عريقه. تمتلك مساحات شاسعة، ولكن عدد سكانها أقل بكثير من دول الشرق الأوسط الأخرى. تمتلك المال ولا تمتلك مؤسسات الدول القوية، أو الاكتفاء الذاتي، أو تكنلوجيا تصنيع الثقيل.

من ناحية أخرى، لكل من إيران وتركيا ومصر والسعودية توجهاً أو فلسفة خاصة بالأمن القومي، فإذا نظرنا إلى المملكة السعودية، فسنجد أن لد المملكة مقاربتان مختلفان في التعامل مع الأمن القومي، الأول هو المقاربة الليبرالية(liberal approach) ، والتي تقوم على أن أي دولة إذا أرادت ضمان أمنها الوطني فلابد أن تعزز علاقاتها التجارية والثقافية والسياسية مع الدول المجاورة (مثل دول الاتحاد الأوروبي)، وهذا ما فعلته المملكة مع دول الخليج الأخرى. أما المقاربة الواقعية (Realist approach) فتقول إن أي دولة إذا أرادت ضمان أمنها الوطني فلابد أن تضعف الآخرين باستخدام القوة، وهذا ما فعلته المملكة في اليمن بدعم الانقلابات وشراء ضمائر رجال القبائل والسياسيين، إلخ. ولكن التاريخ أثبت فشل هذا المقاربة (حروب نابليون بونابرت وأدولف هتلر مع الدول المجاورة). ولو تبنت المملكة المقاربة الليبرالية مع اليمن لكانت المعادلة في الشرق الأوسط معكوسة، وكان دخول اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي ليحل نقاط الضعف في دول الخليج. لأنها كانت ستسمح لهم بأن يصبحوا على قدم المساواة مع الدول الكبرى في الشرق الأوسط، من خلال عدد السكان ذوي الطابع العربي. وفي الوقت نفسه، ستضيف الحضارات التاريخية اليمنية القديمة القدرة على منافسة الحضارات القديمة الأخرى، ومنطقة مائية استراتيجية في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى النفوذ في شرق جنوب أفريقيا. أما من الناحية العسكرية، فإن اليمن ستضيف إلى درع الجزيرة مقاتلين شرسين يتميزون بالسرعة والقدرة على القتال في المناطق الوعرة. وفي الوقت نفسه، ستسمح بصنع السلام. لذلك، فإن صانع القرار في دول الخليج أمام خيارين لا مفر منهما، الأول هو اعتبار اليمن عدوًا لدول الخليج ومحاربته وتقسيمه، مما يدفع اليمنيين إلى التحالف مع أعداء دول الخليج. والثاني هو وجود سياسة حقيقية ورؤية للتكامل الحقيقي. ويتم ذلك أولاً من خلال وقف التدخل في الشؤون اليمنية، ودعم المرتزقة من القبائل أو الميليشيات، ودعم البناء والتسوية السياسية. بنفس الوقت، إعادة تعريف الهوية الوطنية العربية في شبه الجزيرة العربية.

بقلم: نياز قاسم

Be First to Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *